لم يرحل .. سيبقى يراقبنا من بعيد
إلى محمد الذي أفجعنا رحيله المفاجىء وهو في ربيع عمره، وإلى محمد الذي ختم مسيرته قبل إنطلاقها .. عتب وشوق، وإلى توأم روحه حسين وعائلته الصغيرة والكبيرة .. كل العزاء والمواساة.
أكتب هذه الكلمات بإسمي وبإسم زملائي في الموقع ونحن الذين فجعنا صباحاً بهذا الخبر العظيم.
-علاء بشير -
سئل الإمام علي عليه السلام، "هل هناك شيء أعظم من الموت؟" فقال "بلى .. فراق الأحبة"
ان الموت حق ولكن ألم الفراق صعب،
ماذا نقول لك يا حسين وكيف لنا ان نواسيك ونخفف عنك هذا المصاب الجلل والفاجعة العظيمة. فإن استطعنا أن نمسح لك دموعك، فكيف سنوقف نزف قلبك.
انتهى كل شيء،
أطلق الحكم صافرة النهاية،
وخرج محمد محمولاً على الأكتاف،
وحوله يطوف الأحبة،
لما البكاء؟
انه يوم العرس الموعود،
لا تبكوا ولا تحزنوا،
غابت الشمس باكراً اليوم، لعلها خجولة، إستحياءً من قمرٍ قد حلق باكراً في سماء مدينتنا،
ها هو يعايننا من بعيد، يتصفح وجوهنا الباكية، يمسح على قلوبنا المنكسرة،
كم كان هذا العام حزين،
كم خسرنا من أحبة، وآخرهما محمدان، قمران،
لن تشرق الشمس غداً يا محمد،
لا حاجة لنا بها،
لن يزهر الربيع،
اجتاحنا اليباس،
لن نراك بعد اليوم في ملاعبنا، ترتدي بدلتك الخضراء،
لن "تُخسر" اخاك في لعبتك،
لن "تكزدر" معه،
لن ولن ولن ...
انتهى كل شيء،
انتهت المباراة ولم يعطنا الحكم وقت إضافي،
عد يا محمد ولو قليلاً،
عد وألقي علينا الوداع الأخير،
لما استعجلت الرحيل، أوليس الوقت باكراً لذلك،
عد يا محمد فإن السفر طويل والزاد قليل والألم جليل والجسد عليل والروح تميل معك للرحيل،
فانتظرنا يا محمد، فإننا خلفك في الأثر.
وكما قال حسين،
لم يمت محمد،
انه هناك،
يراقبنا من بعيد،
يبتسم لنا،
ونحن سنبتسم وسنشتاق.
علاء بشير - Football Lebanon