
لم يحترفوا بل دفعوا ليتعلموا اللعبة ويستمتعوا بأوروبا
تطوُّر المدارس الكروية الأوروبية الغربية وخاصةً الإسبانية، الفرنسية، الإنكليزية والبرتغالية، لم يأتي صدفةً، بل نتيجة عملٍ وخططٍ طويلة الأمد. فاليوم باتت هذا المدارس نوعين في النادي الواحد، مثل ليفانتي، فياريال، بنفيكا، ألكوركون... جميعها ذاع صيتها عربيّاً، بتوقيعها مع لاعبين عرب وغير عرب، لا تتعدّى أعمارهم التسعة عشرة سنة.
ولكن هل حاول أحد طرح بعض الأسئلة أو حتّى وضع بعض نقاط الإستفهام حول الموضوع؟ كيف لهذه الأندية إكتشاف "مواهب" ليس لها كشّافين في بلدانها؟ وما نوعيّة البطولات التي يخوضونها والعقود التي يوقّعونها؟
أسئلةٌ لا تصعُبُ أجوبتها، فهي تحتاج بعض التدقيق. لا يمكن للاعب لبناني، سوري، فلسطيني، عراقي، سعودي، أردني، كويتي... أن يحترف بين ليلة وضحاها في أندية غرب أوروبا، بل يحتاج أولاً المرور عبر أندية الشرق أو الشمال، إلّا إذا كان النجم المعجزة، أو أنّه قد وُلِد وتمرّس باللّعب في فرق دول الغرب.
في الأعوام الثلاث المنصرمة، كثُرت الأسماء اللبنانية التي انضمّت إلى مدارس الكرة في أندية فرنسا، إسبانيا، إنكلترا والبرتغال. هؤلاء لم يُكتَشَفوا من قِبَل هذه الأندية، ولم يوقّعوا عقود احتراف في دوري الشباب والناشئين هناك.
ما يحدث هو أنهم ينضمّون إلى مدارس يُكمِلون فيها تعليمهم، ويلعبون كرة القدم تحت إشراف مدربين مرتبطين بالأكاديميات وفرق الفئات العمرية للنادي، وعادةً يكون العقد لمدة سنة، حيث تُجرى تجارب أداء في نهايتها يرسب الجميع فيها، إلّا إذا رغب بالتوقيع لفريق الفئات العمرية في الدرجة الرابعة أو الثالثة.
ويندرج هؤلاء اللاعبون في دوريات ومخيمات تجمعهم بلاعبين أتوا لأداء التجربة عينها ولكن مع نادٍ آخر. هذه التجربة التي تتراوح تكلفتها ما بين الـ 10 والـ 40 ألف يورو (حسب كلّ نادي)، يخوضها لاعبون من جميع أنحاء العالم، لا تُكسِب سوى القليل من الخبرة، لأن معظهم ليسوا سوى هواة محبّون للعبة وقادرين على دفع الأموال، لقاء التمتّع برؤية نجوم وملاعب أندية أوروبا.
شربل البيسري - Football Lebanon
