خطا منتحبا إنكلترا وفرنسا خطوة عملاقة نحو بلوغ نهائيات كأس أوروبا بفوز الأول الساحق على مقدونيا الشمالية بسباعية نظيفة، والثاني على اليونان بصعوبة 1-0.

وحصدت إنكلترا العلامة الكاملة في المجموعة الثالثة برصيد 12 نقطة لتسير بثبات نحو النهائيات المقرّرة في ألمانيا من 14 حزيران إلى 14 تموز 2024. وتحتل أوكرانيا المركز الثاني برصيد 6 نقاط من 3 مباريات بعد فوزها على مالطا 1-0 أيضاً، وتأتي ايطاليا في المركز الثالث بـ3 نقاط من مباراتَين.

على ملعب "أولد ترافورد"، قدّم منتخب "الأسود الثلاثة" عرضاً هجومياً أمام نظيره المقدوني الشمالي الذي صمَد 29 دقيقة قبل أن ينهار وتتلقى شباكه 3 أهداف في الدقائق الـ16 الأخيرة من الشوط الأول.

إفتتح هداف إنكلترا هاري كاين التسجيل إثر هجمة تبادل فيها ماركوس راشفورد ولوك شو الكرة، فمرّرها الأخير عرضية داخل المنطقة تابعها كاين المتربص بيسراه داخل الشباك (29)، مسجّلاً في المباراة السادسة توالياً هدفاً على الأقل.

وضاعف ساكا النتيجة إثر تلقيه كرة من كايل ووكر، فسدّدها قوية في سقف المرمى (د38). وتبادل كاين وجوردان هندرسون الكرة، فمرّرها الأخير متقنة باتجاه راشفورد الذي تابعها من مسافة قريبة داخل الشباك (د45).

مطلع الشوط الثاني، مرّر ترنت ألكسندر-أرنولد كرة أمامية باتجاه ساكا، فسيطر عليها الأخير في الهواء ومرّ عن أحد المدافعين قبل أن يطلقها صاروخية في أعلى الشباك (د47)، مضيفاً الرابع. وأكمَل ساكا الـ"هاتريك" بتمريرة أمامية من كاين فانفرد بالحارس وسدّد إلى يمينه (د51).

"لا يمكنني التعبير بالكلمات"

عقب نهاية المباراة، أوضح ساكا أنّه "شعور لا يمكنني التعبير عنه بالكلمات. لا شيء يمكن أن أقوله يضاهي ما أشعر به، أنا سعيد جداً... أعتقد أنّ الأداء الذي قدّمناه هذه الأمسية كان مميّزاً. كنا نملك القدرة على اللعب بطريقة مباشرة وعدوانية، ولم يتمكّنوا من السيطرة علينا، كان من الرائع اللعب بهذه الطريقة. حان الوقت الآن للاسترخاء والحصول على استراحة".

وأضاف البديل كالفن فيليبس السادس من مسافة قريبة (د64)، مفتتحاً رصيده من الأهداف الدولية. واختتم كاين مهرجان الأهداف بتسجيله السابع من ركلة جزاء إثر مخالفة على جون ستونز داخل المنطقة (73)، معزّزاً رقمه القياسي كأفضل هداف في تاريخ منتخب إنكلترا برصيد 58 هدفاً في 84 مباراة.

فرنسا تحذو حذوَها

حذا المنتخب الفرنسي حذوَ نظيره الإنكليزي محقّقاً فوزه الرابع توالياً، وكان على نظيره اليوناني المنقوص 1-0، ضمن منافسات المجموعة الثانية على ملعب "ستاد دو فرانس" في ضواحي العاصمة باريس.

ورفعت فرنسا، بطلة أوروبا عامَي 1984 و2000، رصيدها في صدارة المجموعة الثانية إلى 12 نقطة من 4 مباريات، علماً أنّها كانت فازت على كل من هولندا 4-0 وجمهورية أيرلندا 1-0 في مستهل مشوارها في آذار، وجبل طارق 3-0 في افتتاح النافذة الثانية.

وتُدين فرنسا بفوزها الرابع توالياً في التصفيات إلى كيليان مبابي الذي سجّل هدف اللقاء الوحيد من ركلة جزاء احتُسِبت بعدما سدّد المدافع كونستانتينوس مافروبانوس ركلة إلى وجه أنطوان غريزمان داخل المنطقة، نفّذها مرة أولى مبابي إلى يسار الحارس أوديسياس فلاكوديموس الذي صدّها بنجاح، قبل أن يطلب الحكم إعادة الركلة بسبب دخول مافروبانوس إلى المنطقة في وقت باكر ليسدّدها مبابي بنجاح في الزاوية اليمنى (د55).

وهو الهدف الـ40 لمبابي في 70 مباراة دولية مع "الديوك"، متأخّراً بفارق هدف عن ميشال بلاتيني في المركز الرابع في ترتيب أفضل هدافي فرنسا (41 هدفاً في 72 مباراة). كما سجّل مبابي، هداف مونديال قطر (8)، هدفه الـ23 في مبارياته الدولية الـ21 الأخيرة، وهدفه الـ54 هذا الموسم مع المنتخب وناديه، متساوياً مع النروجي إرلينغ هالاند مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي. وبات مبابي (24 عاماً ونصف) أصغر مهاجم يخوض 70 مباراة دولية مع منتخب فرنسا.

ولعبت اليونان نصف الساعة الأخير بـ10 لاعبين، لطرد "المَنحوس" مافروبانوس بالبطاقة الحمراء إثر خطأ على المهاجم راندال كولو مواني (د69)، بعدما كان تلقى بطاقة صفراء لركله غريزمان وتسبّبه بركلة الجزاء.

الجودة على حساب الخبرة

في المقابل، فشلت اليونان في المحافظة على سجل مثالي بعد فوزها في أول مباراتَين، آخرهما على أيرلندا 2-1، ليتجمّد رصيدها عند 6 نقاط في المركز الثاني أمام أيرلندا الفائزة على جبل طارق 3-0، وهولندا الغائبة عن هذه النافدة لانشغالها في نهائيات دوري الأمم الأوروبية على أرضها (خسرت أمام إيطاليا 2-3 في مباراة تحديد المركز الثالث).

انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي بعدما افتقدت فرنسا إلى النجاح في إنهاء الهجمات، على الرغم من الفرص التي حصلت عليها، فاصطدمت بصلابة الدفاع اليوناني، في حين سدّد المنتخبان مرة واحدة بين الخشبات الثلاث لكل منهما من أصل 7 تسديدات لفرنسا و3 للضيوف.

رأى مدرب فرنسا ديدييه ديشان أنّ "الموسم كان طويلاً للغاية بالنسبة إلى اللاعبين، كانوا ينتظرون الإجازات، لكنّنا فعلنا ما هو ضروري للفوز بهذه المباراة. أنا راضٍ جداً عمّا قاموا به في هذه الفترة المعقّدة بمجموعة أمضت 11 يوماً معاً. هناك خبرة أقل مقارنةً مع الأشهر الـ6 السابقة، لكن نملك الجودة. هناك بعض المجالات التي تحتاج إلى تطوير، لكنّني سعيد جداً بما حققوه".

تركيا تزيد صعوبات ويلز

في المجموعة الرابعة، عمّقت تركيا من جراح ويلز بالفوز عليها بثنائية نظيفة، مستغلّةً النقص العددي في صفوف منافستها إثر طرد جو موريل (د41).

وسجّلت تركيا هدفَيها في الشوط الثاني عبر هاكان تشالهانوغلو (د64 من ركلة جزاء) وأموت ناير (د72)، فحافظت على صدارة المجموعة برصيد 9 نقاط متقدّمةً بفارق 3 نقاط على أرمينيا الفائزة على لاتفيا 2-1، في حين غابت كرواتيا، وصيفة دوري الأمم الأوروبية، عن هذه الجولة وتملك 4 نقاط من مباراتَين.

استعراض فنلندي وتعثر سويسرا

في المجموعة التاسعة، أهدرت سويسرا فوزاً كان في متناولها على حساب وصيفتها رومانيا عندما تقدّمت عليها بهدفَين في الشوط الأول عبر ثنائية زكي أمدوني، لتردّ رومانيا بثنائية البديل فالنيتن ميهايلا، فبات رصيد سويسرا 10 نقاط مقابل 8 لرومانيا.

في المجموعة الثامنة، سحقت فنلندا منافستها سان مارينو بسداسية نظيفة بينها الأهداف الـ4 الأخيرة في مدى 11 دقيقة، فبقيت فنلندا في الصدارة برصيد 9 نقاط متفوّقةً بفارق الأهداف على كازاخستان الفائزة على أيرلندا الشمالية 1-0. فيما عادت الدنمارك بالتعادل من أرض سلوفينيا، لتبقى في المركز الثالث برصيد 7 نقاط.