Football Lebanon - طلاق بين كونتي وتوتنهام

طلاق بين كونتي وتوتنهام


انتهت العلاقة بين توتنهام الإنكليزي ومدربه أنطونيو كونتي بعد 16 شهراً من الفوضى، إثر إدلاء الإيطالي بتصريح ناري جديد انتقد خلاله أنانية لاعبيه والعقلية الانهزامية للنادي.

أعلن نادي شمال لندن في بيان "نستطيع الإعلان أنّ أنطونيو كونتي ترك النادي باتفاقٍ متبادل. نجحنا في التأهل إلى دوري الأبطال في موسمه الأول، بالتالي نشكره على ذلك ونتمنّى له التوفيق في المستقبل. سيتولى كريستيان ستيليني مهمة تدريب الفريق حتى نهاية الموسم على أن يساعده راين مايسون".

أمّا رئيس النادي دانيال ليفي، فاعتبر أنّه "تتبقى أمامنا 10 مباريات في الدوري، علينا أن نكافح من أجل بلوغ دوري الأبطال مجدّداً. يتعيّن على الجميع بذل جهود مضاعفة لتحقيق هذا الهدف".

يغارد كونتي والفريق في المركز الرابع قبل 10 مراحل من نهاية الموسم، بعدما انضم إليه في تشرين الثاني 2021 وسبقته سمعته كمدرب قوي وناجح، على الأقل محلياً، لكن مع نقطة سلبية تتمثّل بعدم البقاء في منصبه لفترة طويلة.

وضع توتنهام آماله بكونتي المتوّج بلقب الدوري مع كل من يوفنتوس وإنتر ميلان الإيطاليَّين وتشلسي الإنكليزي، لإنهاء فترة 15 عاماً من دون ألقاب.

وعلى الرغم من أنّ البعض اعتبر أنّه من الصعب على توتنهام اجتياز حاجز الدوري الإنكليزي، عرف كونتي العام الماضي كيف يَغرس في فريقه العقلية التي سمحت له بالفوز على أرسنال في سباق الرمق الأخير على البطاقة الأخيرة المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا.

 

كونتي يتجاوز الحدود

غير أنّ تردي النتائج في كأسَي الرابطة والاتحاد والخروج أخيراً من ثمن نهائي دوري الأبطال أمام ميلان الإيطالي (0-1 ذهاباً و0-0 إياباً) بعروض مملّة، أدّت إلى فتور العلاقة مجدّداً بين النادي ومدربه.

وفي حين بدا أنّ تجديد عقد كونتي مع نهاية الموسم مَوضِع تشكيك، قرّر الإيطالي أن يتجاوز الحدود خلال مؤتمر صحافي عقده عقب تعادل فريقه مع مضيفه ساوثمبتون 3-3 بعد أن كان متقدّماً حتى ربع الساعة الأخير في المرحلة الأخيرة من الدوري قبل النافذة الدولية، وفتح النار بالقول "لسنا فريقاً. نحن فريق حيث لا يُفكّر الجميع فيه إلّا في أنفسهم. لا أرى أيّ شعور بالمسؤولية لدى اللاعبين. نحن نتراجع، وأرى الكثير من المواقف السلبية والكثير من المواقف الأنانية التي لا أحبّها في اللاعبين".

ولم يتوانَ كونتي عن انتقاد أيضاً إدارة النادي، مشيراً إلى أنّهم "اعتادوا على ذلك هنا، لا يلعبون من أجل شيء مهم. لا يريدون اللعب تحت الضغط. لا يريدون اللعب مع التوتر. قصة توتنهام هي كالتالي: المالك هنا منذ 20 عاماً ولم يفوزوا بأي شيء. إذا كانوا يريدون الاستمرار على هذا النحو، يمكنهم تغيير المدربين، والكثير من المدربين لكنّ الوضع لا يُمكِن أن يتغيّر، صدّقوني".

 

طارده المَرَض والوفيات

إنّها ليست المرة الأولى التي يبدو فيها كونتي عدائياً ويتفوّه بكلمات دراماتيكية وقاسية خلال أحد المؤتمرات الصحافية. ففي منتصف شباط 2022، تحدّث متأسّفاً "بالنسبة لي، من الصعب التحدّث عن المركز الرابع، لأنّني معتاد على تحقيق أهداف أخرى" ملمّحاً إلى المنافسة على لقب الدوري.

ولم يشذّ الموسم الجديد عن سابقه، إذ تأرجحت نتائج توتنهام، في حين كانت مغامرة الإيطالي مرهقةً جداً على الصعيد الشخصي بعدما اضطرّ إلى الخضوع لجراحة من أجل استئصال المرارة في بداية شباط. كما تأثّر كثيراً بوفاة مدربه البدني لفترة طويلة جان بييرو فينتروني، وكذلك بوفاة زميلَيه السابقَين الصربي سينيشا ميهايلوفيتش وجانلوكا فيالي بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

لم تأتِ انتقادات كونتي من فراغ، فهو سبق له أن تأسّف على افتقار "سبيرز" إلى الطموح في سوق الانتقالات. ولسخرية القدر، وبعد الإقالات الباهظة الثمن لكل من الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو والبرتغاليَّين جوزيه مورينيو ونونو إشبيريتو سانتو في المواسم الثلاثة والنصف الماضية، ستكلّف إقالة كونتي خزينة النادي 4 ملايين جنيه استرليني (4,5 ملايين يورو)، في حين كان بإمكان توتنهام استخدام هذه الأموال لتدعيم صفوفه بلاعبين جدد.