
سيتي ينجو من الخسارة في مدريد... ودربي أوروبي في ميلانو
إنتزع مانشستر سيتي، حامل لقب الدوري الإنكليزي، تعادلاً ثميناً من ملعب مضيفه ريال مدريد، حامل اللقب وبطل إسبانيا، "سانتياغو برنابيو" أمس في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل مباراة الإياب الأربعاء المقبل في ملعب "الاتحاد" شمال غرب إنكلترا.
في مباراة الإياب، سيحتاج "سيتيزينز" إلى الفوز فقط من أجل بلوغ النهائي والاستمرار بحلم تحقيق الثلاثية (الدوري والكأس ودوري الأبطال) واللقب القاري لأول مرة تاريخه، فيما يلهث فريق العاصمة الإسبانية خلف لقبه الـ15 القياسي.
إفتتح ريال مدريد التسجيل عندما انطلق الفرنسي إدواردو كامافينغا على الرواق الأيسر ومرّر على حافة الصندوق إلى البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي أطلق تسديدة صاروخية استقرّت في سقف مرمى الحارس البرازيلي إديرسون مورايش (د36).
وانتظر سيتي طويلاً لإدراك التعادل عندما حضّر الألماني إلكاي غوندوغان على مشارف الصندوق، فأطلقها البلجيكي كيفن دي بروين أرضية صاروخية في الزاوية اليمنى من مرمى الحارس البلجيكي تيبو كورتوا (د67).
دربي حاسم في ميلانو
يستعد ميلان الإيطالي إلى خوض أبرز دربي محلي له منذ عقود بمواجهة القطب الثاني لمدينة ميلانو إنتر ميلان، إذ يَلتقي إثنان من أعرق الأندية الأوروبية الليلة في ذهاب نصف النهائي.
يترقّب قطبا مدينة ميلانو مواجهتَين مليئتَين بالألوان والضوضاء والدراما في إحدى أبرز عواصم كرة القدم في "القارة العجوز"، مع الفصل الأول من المواجهة على ملعب "سان سيرو" قبل الثاني في 16 أيار إياباً على ملعب ""جوزيبي ميازا"، للحصول على فرصة رفع حصيلة المدينة الإيطالية من الكؤوس الأوروبية إلى 22.
غاب ميلان وإنتر عن ساحة الأبرز أوروبياً بخلاف ريال مدريد ومانشستر سيتي، إلّا أنّ الدربي سيكون فريداً من نوعه عبر الأجواء ويقام في أحد أكثر ملاعب كرة القدم إثارة، فوصف الفرنسي بيار كالولو، مدافع ميلان في حديث لوكالة "فرانس برس"، ما يحصل: "الأجواء في الملعب لا تُصدَّق... الجميع هنا من المشجّعين، رجالاً ونساءً. الضغط مَوجود طوال الوقت. عند وصولك إلى هنا لأول مرة، لا تشعر بكل هذه الأمور، لكن بعد فترة تبدأ في الشعور بهذا الشغف. يمكنك أن تشعر أنّها مباراة يمكن أن تغيّر موسمك".
وأردف كالولو (22 عاماً)" "يعود نوعاً ما إلى كونك طفلاً يسجّل هدفاً في ملعب خلف المنزل. تضع كل هذه المشاعر في دوري الأبطال، ولا أستطيع أن أتخيّل كيف ستكون هذه المباريات".
ويرتبط مصير إنتر وميلان بالمسابقة القارية الأعرق أوروبياً، فلم يتمكّنا من حسم تأهّلهما إلى دوري الأبطال العام المقبل، على خلفية النتائج المُخيِّبة للآمال في الدوري، ويحتل الأول المركز الرابع برصيد 63 نقطة ويليه الثاني في المركز الخامس بفارق نقطتَين. ويتأخّر الناديان على بُعد أميال عن نابولي المتوّج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه.
على الرغم من فترات العدم التي مرّ فيها إنتر، إلّا أنّ رجال المدرب سيموني إنزاغي يخوضون المواجهة ضدّ جارهم اللدود بهجوم فتّاك وجرعة ثقة إضافية، بعدما فازوا في 5 مباريات توالياً في مختلف المسابقات، سجّلوا خلالها 15 هدفاً، منها 10 بأقدام مهاجمين، يتقدّمهم البلجيكي روميلو لوكاكو الذي عاد إلى التألّق بعد تراجع مستواه منذ عودته إلى إيطاليا على سبيل الإعارة من تشلسي الإنكليزي.
منذ بداية نيسان، سجّل لوكاكو 5 أهداف وصنع 4 في جميع المسابقات، وكان هدفه من تسديدة في الفوز على روما 2-0 في الدوري، أحدث علامة على أنّ المهاجم البلجيكي قد يعود إلى أفضل مستوياته.
كهرباء
يعتزم لوكاكو البقاء في إنتر، لكنّ فُرَص تحقيق مسعاه تبدو ضئيلة لناحية تمديد إعارته إلى ما بَعد نهاية الموسم الذي قد ينتهي بتتويجه بطلاً لأوروبا أو ربما عدم حجز مقعد في المسابقة الموسم المقبل، وفقاً لنتائج الفريق في "سيري أ"، غير أنّه شدّد عى أنّ "أهم شيء هو إنتر. كل ما يمكنني التركيز عليه هو مساعدة الفريق".
على غرار البلجيكي، استعاد الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز نجاعته التهديفية، فسجّل 6 أهداف في 6 مباريات، وصنع 3 بعد فترة صيام استمرّت 8 مباريات. كما يُعتبر المهاجم البوسني إدين دجيكو (37 عاماً) ورقةً رابحةً إضافية في الفريق منذ عودته إلى هزّ الشباك بعد فترة عجاف منذ كانون الثاني.
بخلاف إنتر، يعيش ميلان أيامه الأخيرة على وقع الحالة البدنية للبرتغالي رافايل لياو الذي أظهر في الأسابيع الأخيرة مدى أهميته في هجوم المدرب ستيفانو بيولي، إلّا أنّه سقط في فخ إصابة في فخذه خلال الفوز على لاتسيو 2-0.
تشير الأرقام إلى دور لياو، فمن بين 8 مباريات غاب عنها بسبب الإصابة أو لم يشارك فيها أساسياً، فاز ميلان بواحدة فقط. وبدأ الجناح البرتغالي كل مباراة من مباريات ميلان القارية الـ10، وكان حاسماً في تجاوزه نابولي بطل إيطاليا المتوّج حديثاً في ثمن النهائي، حين انطلق على ملعب "دييغو أرماندو مارادونا" بالكرة من منطقة جزاء فريقه وتجاوز 3 لاعبين ثم توغّل داخل منطقة المنافس ومرّر كرةً خلفية إلى زميله الفرنسي أوليفيه جيرو تابعها في المرمى.
أظهر أداء لياو بشكل واضح الاختلاف الذي يجلبه للفريق عندما يكون في حالة مزاجية جيدة. ومن دونه ستتضاءل فرص ميلان ضدّ جاره إنتر لأنّ الجناح الأيسر، مع الفرنسي تيو هرنانديز، هو جزء مهمّ من طريقة هجوم الفريق.
في عطلة نهاية الأسبوع، رأى بيولي "نحتاج إلى الاستمتاع بكل ما يُحيط بنا حتى الدقيقة التي تسبق انطلاق المباراة، ثم نحتاج إلى تفريغ كل ما لدينا. إنتر في حالة جيدة الآن، وهو فريق رائع. لا أعتقد أنّنا الفريق المرشح، لكن هذا لا يهم، نحن في حالة جيدة".
وختم المدرب الإيطالي: "نحن في نصف نهائي دوري الأبطال، هذه هي المرة الأولى بالنسبة لنا جميعاً تقريباً. نحتاج أن نشعر بالكهرباء والإثارة في هذه المناسبة".
