Football Lebanon - حسين الذي حبس دمعته

حسين الذي حبس دمعته


ربما كان قرار العودة إلى الحياة الطبيعية صعب جداً، حيث أن كل الأماكن وخاصة نادي الحكمة الرياضي بتفاصيله سيذكره بتوأم روحه. ربما قرار متابعة التمارين والعودة إلى المدينة والإبتعاد عن حيث يرقد الحبيب مؤلم جداً أيضاً ولكن قرر حسين فحص أن يكمل حلم أخيه محمد. فكما شاهدنا جميعاً أن حسين عاد قبل يومين من مباراة فريقه الحكمة في مواجهة المبرة إلى مزاولة التمارين، وليكون أساسياً في تشكيلة الفريق وليحتفل معهم في الفوز ويهديه إلى روح أخيه، فحسين قال، "سبب فوزنا أن روح محمد لازالت معنا." وقد بدى حسين متأثراً جداً وكان يحاول أن يتناسى قليلاً المصيبة التي حلّت على قلبه ولكن في كل ثانية كان يلاحقه ألم الفراق والشوق. وكانت المقابلة التي أجراها حسين عقب المباراة دليل ما ذكرناه سابقاً، ففي المقابلة كان حسين متأثراً بشكل كبير ومؤثراً علينا أيضاً حينما حاول جاهداً أن لا يبكي على الهواء مباشرة، فحبس دمعته ثم مسحها بسرعة، ولكننا نعلم أنها سقطت في قلبه، فزادته أنيناً وحنيناً. بالإضافة إلى صورته العملاقة المعلقة في ملعب النجمة، وطريقة الإحتفال بالهدف، والصور التذكارية التي أخذها الفريق مع حسين وأخيه المرحوم محمد. الفوز يفرح القلب، ولكنه هذه المرة كان مريراً وقاسياً ومؤلماً، يرافقه غصة الفقد ولوعة المصاب، وخسران شاب بعمر الورد وقلب الشمس. لا ندري ماذا نقول، فهو كأس كتب علينا جميعاً، فأعان الله القلوب المكسورة، ورحمك الله يا محمد وأسكنك فسيح جناته وأنزل الصبر والسلوان على قلب أخيك حسين وعلى جميع أحبتك. علاء بشير - Football Lebanon