Football Lebanon - باسم مرمر الذي قطع نزاع القوم

باسم مرمر الذي قطع نزاع القوم


لا شك ان المباريات التي تجمع العهد والنجمة في هذه الأيام، تأخذ إهتمام كل من يتابع الأخبار الرياضية. فكأن البوصلة تغيرت اليوم، كان الدربي اللبناني محصور فقط بين النجمة والأنصار، قبل ان يدخل نادي العهد على الخط، فيصبح له دور كبير في إعطاء أهمية لأي مباراة ولو كانت ودية ضد النجمة. غاب دوري الدرجة الأولى، ولكن لم تغب منافسات الفئات العمرية. واذا أردنا ان ننصف الرجل، فمرمر لم يغب يوماً عن الحضور شخصياً في مباريات الفئات العمرية من الأشبال حتى الشباب. يوم الأحد الماضي، حضر باكراً، المدير الفني لفريق العهد، باسم مرمر إلى ملعب بحمدون، وصل قرابة العاشرة صباحاً ليتابع مباراة أشبال العهد والنجمة وليتابع أيضاً المباراة التي تليها بين شباب العهد والنجمة. لا شك ان مرمر يسعى جاهداً هذا العام لحصد لقب بطولة دوري فرق الشباب، فلم يبقى الا هذه البطولة لم يستطع العهد خطفها من النجمة لثلاث سنوات متتالية. واذا أردنا ان نجول قليلاً على ألقابهم، يتبين لنا ان العهد حصد جميع الألقاب من كأس لبنان الى الدوري وكأس السوبر وكأس النخبة وكأس الإتحاد اللبناني وكأس الإتحاد الآسيوي وبطولة الأشبال والناشئين، ليبقى فقط الهدف الأخير للنادي هذا العام، هو بطولة الشباب. فكما في كل مباراة بين العهد والنجمة، لا تغيب بعض التشنجات والاستفزازات من قبل الطرفين، فهذه هي كرة القدم. ولكن هذه المرة، خرج مرمر عن صمته وتوجه لأول مرة إلى جمهور النجمة ليخاطبهم في مشهد فاجىء الحضور الإعلامي الذي رافق المباراة. فبينما كان رجل من جمهور العهد يخاطب حكم المباراة بكلام "انت حكم آسيوي"، توجه بعد ذلك لجمهور النجمة بكلام استفزت الجانب الاخر من المدرج حيث كان يجلس النجماويين، مما ادى إلى حالة من التوتر، حيث استنفرت القوى الأمنية المتواجدة في الملعب من درك وجيش لبناني لأي طارىء قد يحدث. وكما انه تعالت اصوات الصراخ لدقائق قليلة قبل ان يتدخل مرمر بنفسه لقطع التراشق الكلامي الحاصل. ربما لا يحدث هذا ابداً في اي بطولة في العالم، ان يسير مدير فني ليتكلم مع الجمهور الخصم. هكذا فعل مرمر عندما توجه إلى جمهور النجمة وقال لهم بالحرف "نحن كل ما تقولونه ولكن دعونا نكمل المباراة بهدوء". تفاجىء جمهور النجمة بكلامه، حتى ان موسى عاشور، مدير الفئات العمرية في نادي النجمة، اقترب منه ليساعده في تهدئة الجمهور. وعاد مرمر أدراجه إلى مقاعد لاعبي العهد وعادت السكينة إلى مدرجات بحمدون. لا أذكر ان مدرب في العالم قد خاطب سابقاً جمهور خصم له. ربما لا يحدث هذا الا في لبنان بلد العجائب. ربما لو أخبرت أحدهم عن هذه الحادثة، لابتسم وقال لك انه "حلمٌ جميل". علاء بشير - Football Lebanon