أفلت منتخب الولايات المتحدة حامل اللقب من كابوس عدم التأهل إلى ثمن نهائي مونديال السيدات، بعد تعادله سلباً مع البرتغال في الجولة الأخيرة من دور المجموعات الذي شهد أيضاً عبور إنكلترا والدنمارك.

وكافحت سيدات الولايات المتحدة لفرض أنفسهنّ أمام خصومهنّ المصنفات في المركز الـ21 عالمياً اللواتي يظهرن للمرة الأولى في النهائيات. فكادت البرتغال تظفر بالمباراة في الوقت المحتسب البدل عن ضائع، لكنّ تسديدة البديلة آنا كابيتا ارتطمت بالقائم.

بهذا التعادل السلبي، حسم المنتخب الأميركي تأهله إلى الدور المقبل وصيفاً للمجموعة الخامسة برصيد 5 نقاط، خلف هولندا المتصدّرة بـ7 نقاط، فيما أنهت البرتغال مشوارها في المركز الثالث بـ4 نقاط، وفيتنام أخيرة بلا رصيد.

ودخل المنتخب الأميركي إلى النهائيات مرشحاً ليصبح أول من يفوز باللقب 3 مرات متتالية، لكنّه لم يَظهر بتاتاً بصورة الفريق الذي هيمن على كرة القدم النسائية وأحرز لقب مونديالها 4 مرات من أصل 8 نسخ أقيمت منذ 1991.

كما أنّها المرة الثانية فقط في تاريخ المونديال النسائي الذي تفشل فيه سيدات الولايات المتحدة بتصدّر مجموعتهنّ، وكانت المرة السابقة عام 2011 حين وصلن إلى النهائي وخسرن أمام اليابانيات بركلات الترجيح. بالتالي، سينتقلن إلى أستراليا لخوض غمار مراحل خروج المغلوب في دور الـ16 أمام متصدّرات المجموعة السابعة، اللواتي سيكنّ السويديات على الأرجح.

بالنسبة إلى مدرب المنتخب الأميركي فلاتكو أندونوفسكي فإنّ "الأمر الأهم هو إتمام المهمة" بالتأهل إلى ثمن النهائي، مضيفاً "هذا فريق جديد إلى حَدٍّ كبير ولم يجتمع معاً لفترة طويلة. كلما أمضت اللاعبات المزيد من الوقت معاً كلما ازدادت فرص تحويل الفرص داخل الشباك".

"باستطاعتنا الفوز على أيّ كان"

تزامناً مع مباراة حاملات اللقب، حسمت هولندا تأهلها إلى الدور المقبل متصدّرة للمجموعة، بعد اكتساحها فيتنام بسباعية نظيفة. فبات هذا الفوز النتيجة الأكبر في المونديال النسائي الحالي، متخطّياً خسارة المغرب أمام ألمانيا 0-6.

أمام 8 آلاف متفرّج، تناوبت على تسجيل السباعية الهولندية ليكي مارتنز (د8)، كاتيا سنويس (د11)، إيسمي بروختس (د18 و57)، جيل رورد (د23 و83)، ودانييل فان دي دونك (د45).

وكان مدرب الهولنديات أندريس يونكر أكّد قبل المباراة أنّه يريد لمنتخبه أن يتأهل في صدارة المجموعة، لتفادي مواجهة السويد التي هزمت إيطاليا 5-0، في الدور المقبل.

بعد الفوز، بدا يونكر واثقاً أكثر من أي وقتٍ مضى حيال حظوظه المنتخب الهولندي الذي وصل إلى نهائي 2019 في مشاركته الثانية فقط في النهائيات، موضحاً "منذ أن بدأنا تحضيراتنا كنتُ واثقاً من قدرة الفوز على أي منافس في هذه البطولة. يساعدك بالتأكيد أن تتأهل في الصدارة ضمن مجموعة تضم الولايات المتحدة، وأن تفوز 7-0 وأن تسجّل أهدافاً جميلة".

وخرج المنتخب الهولندي من ربع نهائي كأس أوروبا 2022، لكنّ يونكر شدّد على أنّ "قبل عام، رأينا أنّ الكثير من المنتخبات الأوروبية كانت أفضل منا، لكنّنا قلّصنا الهوة. بالتالي، أعتقد يمكننا القول بحق إنّه باستطاعتنا الفوز على أيّ كان، لكن يجب ترجمة ذلك".

إنكلترا بالعلامة الكاملة

في المجموعة الرابعة، أظهرت الإنكليزيات بطلات أوروبا دينامية عالية واكتسحن نظيراتهنّ الصينيات 6-1، ليبلغن ثمن النهائي.

وإذ كان هذا الخروج هو الأسرع لبطلات آسيا في تاريخ مشاركاتهن المونديالية، فإنّه الفوز الثالث توالياً لـ"اللبؤات الثلاث" ليحقّقن العلامة الكاملة بـ9 نقاط، ويضربن موعداً مع نيجيريا لخطف مقعد في ربع النهائي.

وسجّلت أهداف المنتخب الإنكليزي كل من أليسيا روسو (د4)، لورين هيمب (د26)، لورين جيمس (د41 و65)، كلوي كيلي (د77) ورايتشل دالي (د84)، فيما أحرزت شوانغ وانغ هدف الصين الوحيد (د57 من ركلة جزاء).

في المجموعة الرابعة أيضاً، تأهلت الدنمارك باحتلالها المركز الثاني بـ6 نقاط، بفوزها على هايتي 2-0، لتلاقي أستراليا المضيفة في دور الـ16.

وظنّت الدنماركيات اللواتي يخضن أول مونديال لهنّ منذ 2007، أنهنّ افتتحن التسجيل لكنّ هدف سيمون بويي ألغيَ بداعي التسلّل بعد اللجوء إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (د4). لكنّ سيدات الدنمارك عدن وسجّلن أول أهدافهنّ من ركلة جزاء لبيرنيل هاردر (د21)، قبل أن تضيف ساني ترولسغارد الثاني (د90+10).

بالتالي، ودّعت هايتي المسابقة بلا أي رصيد، إلى جانب الصين التي حلّت ثالثة بـ3 نقاط وأقصيت من دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخها.