إنريكي مدرباً لباريس... وتخبّط مع مبابي
عُيّن الإسباني لويس إنريكي، مدرب برشلونة والمنتخب الإسباني السابق، مديراً فنياً جديداً لباريس سان جيرمان خلفاً لكريستوف غالتييه، من أجل قيادة الفريق إلى المجد القاري اللاهِث خلفه، لكن بغياب محتمل لكيليان مبابي الذي يبدو مستقبله معقّداً.
وأعلن القطري ناصر الخليفي رئيس النادي التعاقد مع إنريكي (53 عاماً) خلال مؤتمر صحافي، بعد ساعات من تأكيد النادي بشكل رسمي انفصاله عن غالتييه بعد موسم واحد مع الفريق وقبل عام على نهاية عقده، بأنّها "مرحلة جديدة، طريقة جديدة في اللعب، إنه أحد أفضل المدربين في العالم، ليس بفضل ما فاز به لكن لأسلوبه الهجومي في كرة القدم".
وبات إنريكي (53 عاماً) ثامن مدرب في سان جيرمان منذ الاستحواذ القطري عام 2011، فطمئنَ الجماهير: "يمكنني أن أضمن لكم أننا سنعمل كفريق. وسنسعى خلف الألقاب، وهو الهدف المشترك" بين اللاعبين.
وكان المدرب الملقب بـ"لوتشو"، المشهور بشخصيّته القوية، مُتاحاً منذ أن أقيل من منصبه مع منتخب إسبانيا في كانون الأول، عقب الخروج من ثمن نهائي كأس العالم 2022 ضدّ المغرب بركلات الترجيح. ويَخلف الإسباني غالتييه، الذي انتُقِد بسبب أسلوبه المُمل، وغادر العاصمة بعد أن حقّق لقب الدوري الفرنسي بفارق نقطة عن لنس، وكان فاشلاً قارياً.
هل يغادر مبابي؟
لدى إنريكي مهمة قيادة سان جيرمان إلى لقب أول في دوري أبطال أوروبا، إذ قاد برشلونة إلى هذا الانجاز عندما حقّق الثلاثية عام 2015.
وكان إنريكي خلف إحدى أسوأ ليالي سان جيرمان في دوري الأبطال، عندما حقّق "ريمونتادا" خيالية مع برشلونة وهزم الفريق الفرنسي 6-1 في إياب ثمن النهائي عام 2017 بعد أن دخل سان جيرمان المباراة متقدّماً 4-0 ذهاباً.
ويلتقي في العاصمة الفرنسية مجدّداً مع البرازيلي نيمار الذي أشرف عليه بين 2014 و2017 في النادي الكاتالوني، كما سيرتقب مصير مبابي الذي يُشكّل الحديث الأبرز في الـ"ميركاتو" الصيفي لأنّ الخليفي فجّر قنبلةً عندما أكّد بأنّه يتعيّن على قائد منتخب فرنسا "توقيع عقد جديد إذا أراد البقاء" مع سان جيرمان الموسم المقبل.
ويرتبط مبابي (24 عاماً) بعقد حتى 2024، وعبّر عن عدم رغبته بتمديده، وسط تربّص ريال مدريد الإسباني، فيما يرى الخليفي أنّه "لا يمكننا السماح برحيل أحد أفضل اللاعبين في العالم بشكل حرّ. مبابي قال بنفسه لن أرحل مجاناً. إذا غيّر أحدهم رأيه فليست غلطتي".
لذا يصل إنريكي إلى العاصمة الفرنسية مع إمكانية خسارة عنصر جديد من ثلاثي الهجوم في آخر موسمَين مبابي-نيمار-ليونيل ميسي، بعد رحيل الأرجنتيني إلى إنتر ميامي الأميركي هذا الصيف.
رحيل أسوَد لغالتييه
سبق أن أعلن سان جيرمان في وقت سابق عن رحيل غالتييه (56 عاماً) مشيداً بـ"احترافيّته وانخراطه"، على الرغم من الظروف السوداوية، إذ أوقِف مع نجله جون فالوفيتش-غالتييه نهاية الشهر الماضي من قِبل الشرطة القضائية وسيُحاكم في كانون الأول بسبب تصريحات تمييزية مزعومة أدلى بها عندما كان يدرب نيس.
في نيسان، فُتح تحقيق أوّلي بسبب "تصريحات تمييزية على أساس العرق أو الانتماء الديني" تجاه لاعبيه عندما كان مدرباً لنيس في موسم 2021-2022. وواجه جدلا كبيراً منذ منتصف نيسان عندما نشر الصحافي رومان مولينا ثم راديو "مونتي كارلو سبورتس" رسالة إلكترونية منسوبة إلى المدير الرياضي السابق لنيس جوليان فورنييه زعم فيه أنّ غالتييه أدلى بتصريحات تمييزية تجاه قسم من فريق نيس.
وذكر فورنييه بشكل خاص هذه الملاحظات المنسوبة إلى غالتييه "ثم أجاب بأنّه كان عليّ أن آخذ في الاعتبار حقيقة المدينة وأنّه في الواقع، لا يمكن أن يكون لدينا هذا العدد من السود والمسلمين في الفريق. وحدّثني عن رغبته في تغيير الفريق بعمق، موضحاً أيضاً أنّه يريد حصر عدد اللاعبين المسلمين قدر الإمكان".
في نهاية الموسم الماضي، أرسِلت هذه الرسالة إلى ديف برايلسفورد مدير الرياضة في شركة "إنيوس" للبتروكيماويات مالكة النادي، للتنديد بالتصريحات العنصرية والمعادية للإسلام كجزء من بناء الفريق أو إدارته.
ونفى غالتييه في بيان نشره باريس سان جيرمان إدلاءه بتصريحات تمييزية حول اللاعبين الذين كان يشرف على تدريبهم في نيس مؤكّداً حيتها إنّه "صُدِم بشدة".
وشهد المدافع السابق على وجه الخصوص في صفوف أولمبيك مرسيليا، حيث ولد وتكوَّن، وبعد تدريبه سانت إتيان، نجاحاً في مسيرته التدريبية في ليل عندما قاده إلى لقب بطل فرنسا في عام 2021.
في الموسم التالي، قاد نيس إلى نهائي كأس فرنسا قبل أن ينضم إلى نادي العاصمة في تموز 2022 خلفاً للأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، لكنّ المشوار كان قصيراً بسبب إخفاق الفريق في دوري الأبطال والكأس اللتَين ودّعهما من ثمن النهائي.