تمتاز منتخبات شرق آسيا بسرعة الإرتداد من الهجوم إلى الدفاع و الكرات الثابتة ، و المنتخب الكوري الشمالي أحد هذه المنتخبات المميّزة. إنّه المنتخب الذي وصل إلى نهائيّات كأس العالم مرتين ، في نسخة 1966 و التي كانت أفضل مشاركاته حين أقصي من ربع النهائي على يد البرتغال و أسطورته "أوزبيو" على ملعب غوديسون بارك في مدينة ليفربول الإنكليزية و بنتيجة 5-3 ، بعد أن فاجئ الطليان بهدف دون رد و تعادل مع شيلي 1-1 و الخسارة من الاتحاد السوفيتي 3-0. و في بطولة جنوب افريقيا عام 2010 حيث تلقّى ثلاث هزائم من البرازيل و البرتغال و ساحل العاج. بسجلّ فوز و تعادل و خمس هزائم ، و واحدٍ و عشرين هدف شباكهم و مسجّلين ستّة أهداف في أكبر بطولات العالم. و تأهّلت كوريا أربع مرات إلى النهائيّات الآسيويّة ، حيث احتلّت المركز الرّابع في نسخة الكويت عام 1980 ، و أقصيت من المجموعات في بطولات اليابان 1992 ، قطر 2011 و استراليا 2015. و برصيد ثلاث انتصارات ، تعادلين و عشر هزائم ، مسجّلين 14 هدف و تلقّت شباكهم 26 هدفاً في تاريخ مشاركاتهم في البطولة الآسيويّة. تحتلّ كوريا الشماليّة المركز 110 حسب تصنيف الفيفا الأخير ، و بلغت المرتبة 57 عالميًّا في نوفمبر 1993 في أفضل مرحلة في تاريخها ، أمّا أسوء فتاراتها كانت حين تراجعت للمرتبة 181 في نوفمبر 1998. و حقّق المنتخب الكوري الشمالي فوزه الأكبر على غوام بواحد و عشرين هدف دون ردّ (عام 2005) ، بينما الهزيمة الأكبر كانت على يد البرتغال في كأس العالم 2010 و بنتيجة 7-0. في آخر نتائج كوريا تعادلت مع بوركينا فاسو 3-3 و خسرت من تايلند بثلاثيّة نظيفة ضمن كأس الملك الوديّة. و فازت على منتخبي هونغ كونغ 1-0 و تايوان 2-0 في تصفيات كأس شرق آسيا. لتتعادل مع غريمتها كوريا الجنوبيّة سلبيًّا ، و تطيح بالكمبيوتر الياباني بهدفين لواحد و تنهزم من التنين الصيني 2-0 في كأس شرق آسيا. و في الوديّات فازت على الفليبين 3-1 و على الإمارات 2-0 و سقطت أمام الفيتنام 5-2. في الدور الثاني من التصفيات المزدوجة حصدت 16 نقطة ، لتحلّ وصافة المجموعة خلف أوزبكستان ، بعد خمس انتصارات على حساب اليمن 1-0 (ذهابًا و إيابًا بالنتيجة عينها) ، على البحرين 1-0 و 2-0 ، و على أوزبكستان 4-2. و تعادلت مرّة واحدة أمام الفليبين سلبيًّا ، لتنهزم  مرّتين على يد كلّ من أوزبكستان 3-1 و الفليبين 3-2. كما و خاض المنتخب الكوري الشمالي لقاءً واحدًا في تصفيات كأس آسيا و تعادل فيه أمام هونغ كونغ 1-1 بعد أن تمّ تأجيل مباراته مع ماليزيا بسبب التوتّرات السياسيّة بين البلدين. و يمتلك المنتخب الكوري الشمالي مدرّبًا محنّكًا هو النرويجي جورن آندرسن (54 عاما) و الذي يمتاز باللّعب بالتشكيل 4-4-2. آندرسن يملك سجلًّا أوروبيًّا ضخمًا ، بنسبة 1.42 نقطة في المباراة ، من 163 مباراة مع الأندية التي درّبها (64 فوز ، 39 تعادل و 60 هزيمة) بدايةً من أوبرهوسن الألماني (2003/04) ، فمواطنه بوروسيا مونشنغلادباخ (2005/06) ، ثم كسانتي اليوناني (من 2005 حتى 2007) ، ليعود إلى ألمانيا من بوّابة كيكرز أوفنباخ (2007/08) ، و ماينز (من 2007 حتى 2009) ، ثمّ أيل لاريسا القبرصي (2010/2011) ، و كارلسروهر الألماني (2011/12) و ينهي مسيرته مع الأندية بتدريب أوستريا سالزبورغ النمساوي عام 2015. فيما يتعلّق بلاعبي المنتخب الكوري حالتهم كحالة بلدهم الذي يلفّه الغموض ، عديدين هم اللاعبين الذين التحقوا بالخدمة العسكريّة و عادوا و غادروا مرة أخرى ، رغم وجود دوري منتظم في بلادهم. فقائد المنتخب و الحارس ري ميونغ غوك هو الأكثر مشاركة بسبعة و ثمانين مباراة دوليّة ، و أبرز مصادر خطورتهم هو الهداف باك سونغ شول (29 عاما) الذي سجل 11 هدفًا في 39 مباراة دوليّة. و الجدير بالذكر أن جميع اللاعبين يلعبون في الدوري المحلي ، ما عدا أسطورة المنتخب الكوري و هدّافه التاريخي جونغ تاي سي (33 عاما) الذي ولد في اليابان و لعب لأندية كاوازاكي فرونتالي و شيميزو بولسي اليابانيّان ، سوون بلووينغز الكوري الجنوبي و ناديي كولن و بوخوم الألمانيّين ، إلّا أنّه لم يستدعى في المباريات الأخيرة لأسبابٍ مجهولة. شربل البيسري - Football Lebanon