فشل العديد من اللاعبين الأجانب بمرحلة الذهاب في الدرجتين الأولى والثانية، وحتى إننا اعتدنا على حدوث ذلك موسميّاً. ولكن هل أُشيرت الأصابع نحو أحد من المتسبّبين بهذا الفشل الدائم؟ هل سألنا أنفسنا عن كيفيّة التعاقد مع اللاعب الأجنبي، أو طريقة خوضه لتجارب الأداء مع "أنديتنا"؟ ( إذا ما اعتبرت أندية بالمعنى الكامل ). أسبابٌ متراكمة ومتداخلة تفشّل لاعبيننا، وترهق خزائن أربعة وعشرين نادٍ بين الدرجتين الأولى والثانية. تساؤلات وأسبابٌ عديدة أسفرت عن هذه الحالات الفاشلة المتكرّرة والتي ستلاحقنا "تيفرجا الله". إداريّون على الرغم من محبّتهم وعشقهم لأنديتهم، فإنهم يكبّدونهم خسائر بالجملة، هم محبّون للّعبة وليسوا متخصّصون في مناصبها الإدارية. توقيع الأوراق وحضور المباريات ليس كافياً لحصد النجاحات. بما أنّ أنديتنا لا تملك الموارد المالية الكبيرة، لذلك فهم يحبّذون التعاقد مع اللاعبين الأفارقة، لأن أسعار عقودهم منخفضة كما أن رواتبهم زهيدة. لكنّ المشكلة تتمثّل في أنهم لا يجيدون اختيار اللاعبين الكفوئين، لأن أسبوع تدريب ( ليس تجربة أداء ) لا يظهر الإمكانيات الحقيقية لأي لاعب، ولا حتّى CV اللاعب بإمكانها إبراز الأداء المنتظر منه. كلّ فريق متعاقد مع سمسار، ينهبه بآلاف الدولارات على كلّ صفقة، 60% من قيمة الصفقة للسمسار و40% للنادي البائع واللاعب الإفريقي ( إن تحصّل على شيء ). كما أن اللاعبين الذين سوف يخوضون "تجارب الأداء" هم من يتكفّلون بتكاليف السفر والنقل والملابس، والنادي يدفع لهم السكن والأكل. هذا كله نتيجة فشل الأندية بايجاد كشّافين يمتلكون نظرةً سليمة باختيار اللاعبين المناسبين. لكن كيف لأندية لا تفهم معنى الإحتراف، واحترام اللاعب المحلّي والمدرّب الذي يقال بعد بضعة مباريات، أن توجد كشّافون يبرمون لها صفقات أجنبية ومحليّة لتحقّق طموحات "معاش الـ400$" ؟ شربل البيسري - Football Lebanon