Football Lebanon - عندما رفرفت أحلامنا بعيدًا

عندما رفرفت أحلامنا بعيدًا


المباراة التي كنا ننتظرها منذ الخميس الماضي بكل شغف، والتي جمعت المنتخب اللبناني والكوري الشمالي، انتهت بالتعادل السلبي المخيب للآمال. يبدو واضحًا ان الأخطاء تتكرر دائماً ولا يتم الاستفادة منها ابداً، رغم ان المنتخب يمتلك لاعبين ذات إمكانيات فنية جيدة لا يتم استغلال قدراتهم بالشكل المطلوب. نعم في كل مباراة نلعبها ظروف وحسابات خاصة مختلفة عن باقي المباريات، وكان واضحًا ان مباراتنا أمام كوريا الجنوبية كان الهدف منها الخروج بنقطة واحدة وهذا أضعف الإيمان. بينما منذ الخميس الماضي ومع انتهاء مباراتنا مع الكوري الجنوبي، كان الهدف واضح ودقيق وهو ثلاث نقاط لنتصدر بهم مجموعتنا وذلك يضعنا على سكة التأهل قبل متابعة المباريات الثلاثة المتبقية إبتداءً من شهر آذار المقبل. كان لا بد من الفوز اليوم على المنتخب الكوري الشمالي ولكن مباراة اليوم شكلت صدمة كبيرة ومخيبة للآمال للجمهور اللبناني الذي واكب المباراة من طرابلس و صيدا وبيروت ومن المنازل ولو تسنى له دخول الملعب لكنا شهدنا عرس كروي مميز كما في الأيام الخوالي. ولكن ما يدور في فكرنا اليوم أسئلة كثيرة نتمنى ان يكون هناك جواب واضح وصريح عليها. فالأسئلة المطروحة هي اين موني الذي كان من أفضل اللاعبين في المباريات السابقة وأين حسين الزين المتميز بالإضافة الهجومية. ولماذا الإصرار على عدم تبديل بعض اللاعبين وكأن لديهم وكالة غير قابلة للعزل في اللعب حتى لو كانوا فنياً وبدنيًا لا يستحقون ذلك. فيما لا يزال المنتخب يعتمد على الكرات الطويلة وهناك عقم هجومي واضح وضوح الشمس في صيف حارق، بالإضافة للتباطىء في بناء الهجمة. فطوال ٩٠ دقيقة لم يصنع المنتخب سوى نصف فرصة أهدرها هلال الحلوة. منتخب تركمانستان هو الفائز الاكبر في هذه الجولة بعد التعادل والأداء السلبي للمنتخب اللبناني امام نظيره الكوري الشمالي، يبقى الأمل موجود ولكنه رفرف بعيداً وعلينا ملاحقته، لأن المطلوب الآن هو الفوز على كوريا الجنوبية في سيول وعلى تركمنستان في عشق اباد وفي مقدورنا ان نحصل على الثلاث نقاط من سيريلانكا في بيروت ويجب علينا على الاقل ان نجمع 15 او 16 نقطة. من حق هذا الشعب بعيداً عن همومه المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية، ان يفرح كروياً، كما يفرح باقي الأشقاء العرب في الاستحقاقات الرياضية. من قال أننا لا نستطيع ذلك، فهذا العهد، فريق لبناني استطاع ان يحقق كأس الإتحاد الآسيوي، فكيف بمنتخب وطني يجمع نجوم من فرق متعددة. لدينا الآن وقت طويل لإعادة دراسة الحالة البنيوية لمنتخبنا، قبل ان يداهمنا الانهيار فيقضي على ما تبقى من أمل يتمسك به اللبنانيين، فهو ما تبقى في هذا البلد الميت منذ قرون. علاء بشير - Football Lebanon