
عملية جحيم المنارة بدأت، والهدف طارق جرايا !
بنهاية الموسم الكروي المنصرم خرج نادي النجمة خالي الوفاض بعد " تثبيته " بضربتين قاضيتين من غريمه ومنافسه في السنوات الاخيرة نادي العهد الذي حمل بطولتي الدوري والكأس بجدارة واستحقاق .
حيث كان لهذه الوقائع ان تترك ترهلا ً واضحا ً في بنية الفريق النبيذي ولا سيما التأثير المباشر على مستوى لاعبيه ونجومه بمعنوياتهم وتماسكهم .
الأمر الذي شكك بقدرة هذه المجموعة المشتتة من اللاعبين بفعل نتائج الموسم الماضي على مجابهة اندية البطولة العربية .
ولا سيما بعد جحيم من الخلافات التي تمظهرت من جهة بصورة إدارية ، ومالية أبطالها ترويكا "سقال ، عسيران ، وعيتاني"، ومن جهة اخرى بشكل فني وشخصي تمثلت بأزمة جمال الحاج وابنائه يوسف وعلي في الفريق وتراجع مستوى المهاجم كبيرو واعتكاف حسن المحمد وإقصاء بوكير.
طبعا ً هذه الأزمات لم تكن بمنأى عن الصحافة الرياضية التي تناولتها كمادة دسمة وكذا المقاهي ، والشوارع ، والكوليس .
عند قبول طارق جرايا بالمغامرة اتهم الرجل بالجنون !!
ولكن الحق يقال فإن "التونسي" المحنّك اعطى النجماويين أكثر مما يحلمون به فدب الحماسة في جسد الفريق المحتضر !
واطبق على أندية الوئام والفيصلي والافريقي بالعلامة الكاملة .
ليصبح طارق جرايا بعد هذه "الاعجوبة" البطل ، والمخلص، لا سيما ان الاندية التي تفوق عليها في البطولة العربية هي أسماء ذات حسب ونسب على المستوى الآسيوي والافريقي والعربي .
من الطبيعي أن النجومية التي استحقها مدرب السلام زغرتا السابق في المنارة وقيمته الكبيرة في وجدان الجماهير، شكك في قدرة الصورة "المصتنعة" للوسامة والثراء والنفوذ على مجابهة الإجتهاد والخبرة ومزية الإبتكار والعمل في الظروف الصعبة .
طبعا ً كانت الغلبة للتونسي ! وكان على الآخرين مواجهة مشاعرهم الدفينة لمعالجتها.
وبدأت المشكلة، تنبّه خصوم "جرايا " المنتشي "بالإنجازات" أنه ليس سوى مدربا موقوفا لفترة قد تستمر حتى نهاية الموسم، إذ لا بد من استهدافه في هذا المقتل .
وبالفعل بدأت الأسماء اللبنانية والاجنبية تحتسب في موازين المصلحة والاستنساب وتم التواصل مع البعض لإستجرار موافقتهم لخلافة التونسي المتسلح بأحلامه وانجازه في الميدان ورعاية بعض الطيبين الغيورين على مصلحة النادي العريق .
حيكت الخطة بإحكام، بداية من "التنقير " والإنتقاد لمجرد الإنتقاد والمناورة في تأخير تواقيع الاجانب الذين تم اختيارهم من قبل جرايا ومحاولة عرقلة مشروعه الفني بمختلف الطرق الناعمة والاساليب الملتوية.
لكن هذه المرحلة من الحرب الناعمة خيضت على طريقة يعطيك من طرف اللسان "حلاوة " حتى جاءت ساعة الصفر فاستُنفر " جيش " من المقربين لتأمين الإسناد الفايسبوكي القادر على استهداف الخطوط الذهنية لجرايا والتشويش عليها .
وأعطيت الأوامر لبعض "المخترقين" في الجهاز الفني لتأليب اللاعبين وحُددت ساعة الصفر لبدء الهجوم المُحكم في عملية " جحيم المنارة " .
وبدأت الوحدة الخاصة المولجة بالضربة الصاعقة بالتحرك نحو الخطوط الامامية بكلمة سر هي " نادر "
وأمام شراسة الحصار والهجوم الذي يتعرض له جرايا وحجم القوة النارية وغزارتها .
يبقى السؤال حول امكانية" التونسي " على الصمود بمواجهة الهجمات التي تستهدفه من كل حدب وصوب ؟ فهل سيرفع الراية البيضاء مستسلما ً ؟
هل سيكون رفع الإيقاف عنه من قبل الاتحاد اللبناني لكرة القدم -إن حصل- بمثابة "الإنتصار الإلهي " لجرايا ومؤيديه ومشروعه وجمهوره ؟
طبعا ً لن نستعجل الإجابة، سننتظر شوطاً ملتهبا ً من الصراعات ولنرى.. لمن ستكون الغلبة .. لجرايا ؟ ام لخصومه في الفريق المقابل .
