
علي ماضي، وللناس فيما يعشقون مذاهب
قد لا يكون علي ماضي الرجل الأكثر ملاءةً من بين الرجال الذين تطوعوا لخدمة ِ كرة القدم في بلادنا.. فاعطوها الكثير مما ملكت ايمانهم وكذا وقتهم بل عمرهم .. والكثير من التضحيات...
إلا أن " أبو مصطفى " قد يكون الرئيس الأكثر شغفا ً ب " مستديرة " له فيها حسب ٌ ونسب ... وعشرة عمر وذكريات سنين من الطفولة المبللة بالتراب و العرق والوحل والمطر في ملعب بيدر البرج الشمالي ، والأزقة الولاّدة هناك للمواهب والنجوم !!
الى ملعب الإصلاح وكنزة الإصلاح ..
إلى المنارة في بيروت التي كانت منتهى احلامه النبيذية وآخرها .. قبل اغترابه القسري الى نيجيريا .. كعادة ِ كل الجنوبيين ذوي الطموح والمغامرة وطالبي لقمة الخبز و العيش الكريم ولو في الصين .
إذاً لعلي ماضي حكاية لا تنتهي مع المستطيل الاخضر بما يعني ذلك من اسلوبِ حياةٍ للتعاون والتنافس والتفوق والتميز ، وبهذا المعنى يقف " السلطان "- لقبه بين اصدقائه - في مقام لا يضاهى بين الكثير من اقرانه في اللعبة .. فهو إبنها الشرعي ..العارف لكل اطعمتها الحلوة ، والمرة ، مع قدرته الفائقة على مراوغة الحواجز والعوائق ، فضلاً عن موهبته اللافتة في التسديد نحو الأهداف وتحقيقها ...
وقد تسلم هذا الرئيس الشاب مهمة الرآسة في نادي الإصلاح البرج الشمالي فصعد به من الدرجة الثالثة الى دوري الاضواء بسرعةٍ وتطورٍ لافتين على مستوى الأداء والمواهب والإرادة العفية لفتيته من اللاعبين الذين كانوا يعكسون الروح الانتصارية الخبيئة في نفس علي ماضي الطوّاقة دائماً الى الأفضل .
سنوات مضت والرئيس الوَلِه بِكرةِ القدم يكاد يقسم رغيف الخبز بين عياله ولاعبيه !
يُعطي الجميع دون منّة ٍ .. ودون أن ينتظر َ من هذا وذاك حمدا ً او شكورا ً .. هكذا إلى أن طلب هذا " اللاعب المتفاني " لخدمة قميص فريق الإصلاح البرج الشمالي تبديله ، بشكل مفاجئ امام أعين جماهيره الحائرة
أهو الرئيس قد تعب فعلا ً ؟
أهي " إستقالة" نهائية حقا ً !؟
أم هي إستراحة ما بين شوطين يعود بعدها الى موقعه ِ رائدا ً للمسيرة وقائداً فذاً للفريق .
عصام عزالدين - Football Lebanon
