عبد الفتاح شهاب: اسطورة تحتضر
كل من رائه اعتقده ساحر لسرعته الخارقه واهدافه الجميلة.
لاعب يقال عليه فنان الكرة بما يمتاز من صفات السرعة الخارقة والمناورة والتمرير الدقيق، وسلبيته الوحيدة كانت تعرضه لاصابات كثيرة أبعدته عن الملاعب وحرمت ناديه الانصار من الاستفادة منه، وحرمت جمهوره أيضاً من مشاهدته باستمرار، فقلما مرَّ موسم من دون انقطاع شهاب عن بعض المباريات·
ورغم اعتزاله اللعب منذ فترة طويلة ، مازال اسمه يتردد في الافق اللبناني ، فحتى الجيل الحالي بات يذهب الى محرك اليوتيوب او إلى أرشيف النادي للإنفراد بلمساته السحرية وتسديداته الصاروخية التي دائما كانت مصدر قلق بالنسبة لأي خصم.
مع الظروف المعيشية الصعبة في لبنان التي خلفتها الصراعات المتتالية داخل هذا البلد الصغير ، وصل الحال بالاسطورة اللبنانية الى البحث عن عمل يضمن من خلاله “لقمة” عيش عائلته ، فلم يعد هناك أي ناد يحترم ما قدمه النفاثة للكرة اللبنانية ، ولا أحد يحرك ساكنا من قبل المعنيين على الكرة لاسيما الاتحاد اللبناني لإحتواء ازمته والنيل منها ، مع العلم الحل ليس صعباً لهذه الدرجة ، فكل ما يتمناه الاسطورة اللبنانية هو ايجاد عمل وأن كان في المجال التدريبي.
الجميع معني في لبنان بأزمة شهاب وغيره من الرياضيين ،حاله لا يختلف كثيراً عن لاعبين قدموا الكثير والكثير للكرة اللبنانية فما ذنب هؤلاء اللاعبين الذين نالت منهم الازمة الاقتصادية ، بعد ان منحوا الكثير من حياتهم لرفع اسم لبنان عالياً
"لدي مشاكل في الكلى..مشاكل مزمنة" " علاجي مكلف في لبنان" "لا أستطيع أعانة أولادي".. هذه بعض من الكلمات التي قالها في مقابلة مع محمد كركي في 2013,تجاهل الدولة اللبنانية ووزارة الشباب والرياضة قد يكون مؤلم أكثر بكثير من ألام مرض" الديسك" الذي ضرب الجناح النفاثة مبكرا
ان لم تكن هذه الكلمات كفيلة بتحريك مشاعر رؤوس الاموال التي لطالما كانت تتواجد في الملعب البلدي وفي برج حمود وطرابلس والبقاع وصور والمدينة الرياضية للإستمتاع بما يقدمه شهاب وكانت تصفق له بحراراة وتهتف بإسمه طوال مجريات المباريات التي شارك بها فماذا سيحركها !أين النادي الاخضر من كل هذا ! ألم يساهم في دخولكم كتاب "غينيس" للارقام القياسية!
لهذا تفصلنا سنين لا وبل وقرون عن باقي الاتحادات العالمية التي تقدر أساطيرها
