
جرايا محوّل اللاعبين إلى أُسود
طارق جرايا انا لا اكرهك ...
لازلت حتى اليوم لا أفهم بالتحديد ما الذي يفعله هذا " السحّار " التونسي بالأندية التي يمسكُ بلِجامها الفني ...!!!
أعني هنا .. " الروح الانتصارية " التي ينفثها في عروق لاعبيه ِ فيحولَهم إلى رهط ٍ من المحاربين الواثقين من قدرتهم على الابتكار والإنجاز .. بل الإعجاز !
هذا الرباط الوثيق الذي يشدّه بعناية ليُصبح الجمع ُ كلهم تماما ً كما البنيان المرصوص أو ككتلة واحدة تتحرك نحو اهدافها بلا هوادة .. وتذود ُ عن أحلامها حتى الرمق الأخير ...
كأنه بهذا يُحي عظاما ً وهي رميم !
وهذا بإذن ربه الذي مكّنه ُ من الإرادة ، والموهبة ، والتجربة ِ ، والمعرفة والتخطيط ، والصبر ، والثقة ...
حيث انه ُ وعلى اغلب الظن .. أن بهذه الصفات بالتحديد .. تكمن قوة ، وسر الإبداع لدى طارق جرايا .
أعترف اليوم بأن لهذا الرجل بذمتي واجب الإعتذار ...
حيث اعتبرت ُ بأن ما حققه في زغرتا كان
" فلتة شوط " وضربا ً من ضروب الحظ الذي لازم مسيرته مع فريق " السلام" طيلة موسم ٍ كامل .. فرفعه من " عادته " كمنافس ٍ دائم ٍ في صراع الهبوط .. إلى حدث ٍ مثل الإثارة القصوى في الدوري اللبناني منذ سنوات طويلة ، بحلول الفريق الاحمر وصيفا ً لبطل الدوري بجدارة وإستحقاق .
وأكثر .. فقد ظننت أن من الجنون بأن يختار التونسي " أن يحمل على كتفيه ِ ثقل إسم فريق " النجمة" المؤيّد بالأعداد الهائلة من جماهيره التي لا تقبل " نجمتها " إلا في مقامها عالية ...
هذا النادي المثقل بجراحات ِ موسم ٍ عاثر ٍ للنسيان .. بخسارته بطولة الدوري والكأس أمام غريمه العهد .
وبمجموعة من اللاعبين الفاقدين للخبرة والتجانس ، والتجربة ، والثقة بانفسهم ...
لكن هذا المدرب " العبقري " المُولع بالتحدي ... والشغوف بمقارعة الكبار حتى تمريغ أنوفهم في التراب .
مشى نحو تاريخه الذي يبدو أنه يعتني بكتابة حروفه جيدا ً !
فقاد فتية ً لم يُتِح له الوقت حتى لحفظ أسمائهم ...
أجهز َ على الوئام الموريتاني بالأربعة ..
وضرب الفيصلي السعودي في مفاجأة مشهودة ...
الى ان أكمل صورة الإدهاش في عروض فريق النجمة بتفوقه على احد عتاة كرة القدم في القارة السمراء "نادي الافريقي التونسي "
فإنهى الجولة وفي جرابه تسع نقاط كاملة .
طارق جرايا .. إن يكن بعد كل الذي صنعته من فرح ٍ ، وإثارة ٍ ، وثقة بسمعتنا الكروية .
فأرجو منك أيها المنتشي بباقة ٍ من الإنتصارات
جمّعتها بعرق الجبين ، وعصامية ٍ لافتة .
أن تقبل اعتذاري ...
فقد غاب عني ان المدرب بما يمتلك من المعرفة والطموح والجنون.. هو كل شيئ في كرم القدم .
عصام عزالدين - Football Lebanon
